Sunday, June 24, 2007

تذكرة عودة للماضي - الجزء الثالث


وفي ساحة كانت مرتعا للأطفال,يلعبون فيها كرة القدم,وقد نصب على واجهة العرض منها بيت الشعر الأسود ورصت السجاجيد العجمية على أرضه وجلس الضيوف مهنئين بعرس عبدالله,وبين لحظة واخرى تتوقف سيارة ويفتح صندوقها الخلفي ليحمل منها خروف يجره صاحب السيارة او بعض الخدم.وفي صدر المجلس يقوم عبدالله ويقعد وهو يرتدي اللباس الشعبي بالإضافة الى البشت في حركة اصبحت روتينية مفرغة من اية عاطفة,يقوم عبدالله ليصافح ويقبل القادم الجديد عملا آليا لساعات كثيرة,وهربا من الملل اخذ يتسلى بالتطلع الى الحضور,ووجد نفسة يحمل اعلى شهادة تعليمية في عشيرتة بينما اعظم جماعتة مكانة يحمل الشهادة المتوسطة,هو يعمل مراقبا ويقتني سيارة اخر موديل,اما سمعتة طيبة جدا بين جماعة عبدالله فلانه يساعدهم على مخالفة قوانين البناء.اما الاخر اللذي يقوم له الناس جميعا فهو حارس مدرسة,والثالث كذا,والرابع ...وضحك عبدالله في سره,لاشك ان حفلة زواجة كانت بعيدة كل البعد عما كان يتخيلة ايام الجامعة,وهكذا تبين له ان كل احلامة قد تبددت,وصورة حفلة العرس تغيرت, فالفندق انقلب بيتا من شعر الضيوف من حملة الشهادة الجامعية والدكتوراة الى حملة شهادة متوسطة ومراقبين وحراس مدارس..حتى حلمة الوردي فوزية تغير بقدرة قادر الى مريم..

سامحك الله يا والدي..مريم تلك الطفلة التي لم تتجاوز الخامسة عشرة ماذا افعل بها؟ وهنا استقر قرارة على ان يعاملها كالكماليات الى ان ياتي الله بالفرج.

كان عبدالله مازال سارحا بخياله في حلمه الوردي لدرجة انه لم يع مايدور حولة وان كانت ((الصواني)) قد تناثرت بين الموجودين مثقلة بالخراف العربية,والكل متأهب لحوض معركة هو فيها الخاسر الوحيد..سامحك الله ياوالدي..

بعد خمس سنوات من زواج عبدالله تغير كل شيء..ولن يدوم حال على ماهو عليه , فعبدالله اصبح أبا لثلاثة اولاد:بنتين وولد , واحتل مركزا جيدا في وظيفتة , ثم توفي والده وحزن علية كثيرا , لكن الشي الوحيد اللذي لم يتغير هو فـــوزيـــة..يراها كلما سنحت الفرصة,باقية على العهد..لم تتزوج..والأن وقد ذهبت المسببات في طريق سعادتة فمنع يمنع زواجه من فوزية حبيبة العمر ورفيقة أحلام الصبا مادام الشرع قد احل لة مثنى وثلاث؟اما زوجتة مريم فكانت دائما على قدر من المسؤولية, حيث انه اعترف لها منذ ليلة الزفاف بأنة متعلق بأمرأة اخرى علاقة شريفة وانة سيظل كذلك , فلم تثر ولم تغضب ولو انه على يقين بأنها كتمت الغضب داخل نفسها.ومنذ تلك الليلة عملت على اسعاده وراحتة, وكانت تعلم انة يقابل فوزية ولكنها لم تتكلم معة لانه كان قاسيا عليها وكثيرا ما ينفرد بالقرارات ولاشك انه يعترف في دخيلة نفسة احيانا بهذا , والتعليل عنده مقولة يرددها بمناسبة وبلا مناسبة: ((مالحب الا للحبيب الأول))..ـ

كان أقسى احكامة حين ابلغها بعزمة على الزواج من فوزية فطلبت منه ان تجلس في بيتها مع اولادها ووالدته واشترطت الا يقصر بحق احتياجات البيت وان يمر عليهم كل ماسنحت له الفرصة , ووعدها بذلك شاكرا لها تواضع مطالبها واخذ يستعد لحفلة الزواج المرتقبة اللتي كان يحلم بها لسنوات كثيرة ضاعت من عمره..

عبدالله في صالة بيتة الجديد, عشة السعيد مع فوزية..هاهو يفتح علبة سجائره المذهبة ليخرج سيجارة ويمج منها نفسا قويا كانما يجلد بها نفسه المعذبة التي لم تعد تستقر على حال, وفجأة اكتشف ان معدل التدخين زاد عن المألوف منذ زواجة من فوزية فبلغ اربع علب في اليوم, يحرق بها طائعا مختارا جهازة التنفسي, اما فوزية فقد ذهبت منذ ساعة ونصف لفراشها, وهذا مالم تفعلة مريم أبدا, وتركتة فوزية وحيدا على المكتب يكتب مقالا معتادا لجريدتة, ولأول مرة يتحسس الجهه اليسرى من المكتب باحثا عن فنجان الشاي اللذي دائما ما وجدة في مكانة ممتلئا, ولم يكن يكلف نفسة جهد السؤال كيف يمتلىء, لأن ذكاء ورشاقة زوجتة السابقة مريم,وسهرها المشفق المحب يراقبة ويحرص على تلبية متطلباتة في وقتها دون أمر..

لماذا في هذة الأيام يطيل التفكير في تلك البدوية؟ وبحبها غير المتناهي مثل أفق الصحراء؟ ألا يكفية ان حبيبة عمرة فوزية معة؟ يضمهما بيت واحد؟ وعاد ليكتب على اوراقة يملأها احاسيس ودموعا وآهات,ثم توقف فجأة يود لو يشعل همومة مع سيجارة اخرى,ولكنة لم يجد صندوق السجائر ونظر في زاوية المكتب اليمنى الى حيث كان يجدها على اليمين في المتكب ببيت مريم,ولما لم يجدة شعر ان شيئا من التغيير قد حصل.

نعم فأنت في بيت فوزية ولست في بيت مريم

يتبع الى الجزء الأخير بأذن الله

6 comments:

Abdulla Al Ameri said...

صباح الخير

مرحبا ملايين و لا يسدن

تصوير حي لاحداث القصة

ماشاء الله عليج ابداع في ابداع

DanDash said...

ها و بعدين شصار

القصة وايد حلوة و اسلوب كتاباتج جدا ممتع بإنظار الجزء الأخير

Anonymous said...

مساااااء النوووووور

خووووووووووش قصه

بس حرام تكسر الخاطر مريم

اهيه اشذنبها كلتها المسكينه :S

او هم فوزيه بعد تكسر الخاطر عشمها او كشت فيها ... وانطرته

المفروووض لا هاذى ولا هذيج هههههه:)

امبراطـــورة اشعاري said...

مساج الله بالخير عاليه..

طافني اكون اول المعلقين :(

بس صراحه حيرتينا معاج بالقصه..

الحين الكل مو غلطان حتى عبدالله صار عنده احساس بمريم ..

ماقول الا ننطر الجزء الاخير واعتقد راح يرد لمريم :)

بنت الكويت said...

لا تقولين انه برد حق مريم

وفوزية الي نطرته طوول هالسنين بهدها

في انتظار الجزء الاخير :)

عالية said...

الاستاذ بلاليط:صباحك نور وخير نورت المدونة وتشرفت بزيارتك واشكرك على كلماتك الحلوة..

DanDash: زيارتج الاحلى حبيبتي دندش سعيدة بردج


أم النمل: مسااااااااء الخير والسرور والنووووور,,نورت المدونة بزيارتج وكلامج صحيح المفروض بلاها ههههه بس مريم انفرضت علية وفوزية كانت بأختيار قلبة مو عقلة!


امبراطـــورة اشعاري:مساج الله بالنور والكرامة اهلا بالغالية,,سعيدة بتعليقاتج الحلوة مثلج..

بنت الكويت:حياج الله يالغالية ,,انشاءالله بالجزء الاخير بتعرفون كل شي

ومشكورين كلكم