Saturday, November 24, 2007

البحث عن وسمية - الجزء الثاني


عندما انتهت افراح من حديثها ..كان الدكتور وهبي يسجل ملاحظاتة على ورقة قصيرة كانت امامة...رفع رأسة الى اعلى وكأنة ذهب في لجة تساؤلاتة بينما افراح تنتظر جوابا شافيا...وبعد لحظات نطق الدكتور وهبي قائلا: ياافراح من الصعوبة ان اعرف سر معاناة زوجك بدون ان اقابلة شخصيا...
ولكن زوجي يرفض الحظور الى العيادة...كما اخبرتك من قبل...
رفع رأسة فقال : هل بإمكاني ان اقابلة في المنزل..ان هذة المشكلة تحتاج مني انا اقابل المريض في جو هادي يرتاح له المريض نفسيا...
-يادكتور سأحاول اقناعة بهذة المقابلة وسأحدد الموعد غدا
وفي اليوم التالي اتصلت افراح لتبلغ الدكتور وهبي بالموعد المحدد للمقابلة بعد ان وافق مشاري بصعوبة..
حضر الدكتور الى الشقة وكان سعيدا عندما وجد مشاري بإستقبالة وكان يضع الغترة على كتفة وبعد ان حياه قال: ارجو يادكتور ان لاتكون افراح قد ابلغتك بأني مجنون فعلا...
وضحك الدكتور وهو يتكيء على الاريكة ثم قال: لا...عفوا... اخبرتني عن تلك الكوابيس التي تزعجك ليلا...استغرب الدكتور تصرفات مشاري..فهو يبدو طبيعيا ...ولكن قد يعاني من نوع الالم الداخلي...لابد ان يستمر الحديث معة للتوغل في عقلة الباطن... وفي ذلك المساء تحدث مشاري والدكتور احادي كثيرة..وكان التركيز على مرحلة الطفولة...والمراهقة...ويئس الدكتور عندما فشل في معرفة سر وسمية فليس في عائلة مشاري اية فتاة بهذا الاسم...واخيرا خرج خالي الوفاض وطلب من افراح ان تمهله فرصة وان تعود لمراجعتة وسيخبرها عن تشخيصة لحالة زوجها
لم تتمكن افراح من الانتظار طويلا...فذهبت بعد يومين..جلست امام الدكتور وهبي للمرة الثانية ..الذي طال صمتة وهو يتصفح عدة اوراق كتبت بخط يدة ثم قال: اسف ياسيدتي..لم اتمكن من اكتشاف السر في حالة زوجك النفسية ولكن العلاج بيدك انت...
انا؟؟كيف؟؟
نعم بيدك فأنت الدكتور الذي سيتمكن من معالجتة بسهولة ويسر...
قد تكون المهمة صعبة جدا ولكن يجب عليك القيام بها بلا كلل؟
انني على استعداد..ولكن ماهي المهمة؟
ابحثي عن وسمية....؟
بعد حديثي مع مشاري اكتشفت ان في حياتة فتاة تدعى وسمية ..وقد يكون التقى بها في مرحلة الطفولة او المراهقة
مهمة مستحيلة يادكتور...فكيف اعود لسنوات سابقة طالما ان مشاري اقسم بأنة لم يعرف فتاة بهذا الاسم
الحل بيدك ياافراح....عليك التحدث مع والدة او والدته
والدة متوفي ووالدتة امرأة كبيرة في السن...وقد لاتذكر ماحدث بالامس...
الحل بيدك ابحثي عن وسمية...
يتبع

Wednesday, November 21, 2007

البحث عن وسمية - الجزء الأول





كان الدكتور وهبي فرحات يهم بالتقاط سماعة الهاتف عندما سمع طرقا خفيفا على باب مكتبة, توقف عن اجراء المكالمة وقال كلمتة المتعادة

تفضل

وماان انفتح الباب بهدوء حتى دخلت فتاة في مقتبل العمر, جميلة المظهر, حسنة الهندام, القت التحية بأدب متناه رغم ارتباكها بعض الشيء وبعد ان طلب منها الجلوس,جلست بمواجتة فسارعها بقولة: خير ان شاء الله ياأبنتي؟

رفعت الفتاة رأسها واجابت بصوت هو أشبة الى الهمس: اسفة يادكتور....صراحة انها المرة الاولى لي التي ادخل فيها عيادة الطب النفسي

ولماذا الإحراج يا ابنتي....بإمكانك ان تتكلمي عن مشكلتك بحرية فأنت امام دكتور مختص...ونحن في غرفة مغلقة...والمهنة لها اسرار فصمتت الفتاة .. والدكتور وهبي يتسائل...هل هذه الفتاة الجميلة مريضة حقا؟؟ ليش هناك دلائل على ذلك ...

قالت الفتاة ذات الاربعة والعشرون ربيعا:اسمي افراح ولكني لست المريضة يادكتور

استغرب الدكتور اجابتها...قائلا بتعجب : لست مريضة؟ اذا لماذا جئت الى هذة العيادة في هذا الصباح الباكر طالما انت لاتعانين من ايه مشكلة نفسية؟

الحقيقة يادكتور زوجي هو المريض...وهو يماثلني بالسن...ولكنه يرفض رفضا باتا ان يراجع هذة العيادة...لهذا جئت لإستشارتك

زوجي يدعى مشاري خليفة...يعمل مصورا في التلفزيون... لقد تعرفت علية منذ أكثر من عام وتم زواجنا ونعيش حياة سعيدة والحمدلله ولكن هناك مشكلة تكاد تقصف بحياتنا نحن الاثنين

وماكان من الدكتور الا ان قاطعها: ولكن ياافراح هناك الكثير من الصعوبات التي تواجة المتزوجين حديثا

اعرف ولكن مشكلة زوجي...غريبة بعض الشيء ولم اتمكن من التغلب عليها حتى الان وتثير الرعب في احيانا؟

وماوجة الغرابة في هذة المشكلة؟

بعد زواجنا بشهر على مااذكر..افقت من نومي ليلا على صوت ضوضاء في الشقة التي اسكنها...وتفقدت مشاري الذي كان من المفترض ان يكون نائما بجانبي..ولم اعثر علية في الفراش...واستغربت الامر واعتراني الخوف وخرجت من الغرفة نحو الصالة وانا اسمع بكاء وعويلا...هالني مارايت

تملكني الخوف وانا ارى زوجي مشاري يجلس بالصالة على ركبتية وهو يبكي ويردد..وسمية...وسمية...اقتربت منة قليلا وهدأت من روعة وانا اقول...من هذه وسمية يامشاري؟....واكتشفت بأن مشاري كان في عالم آخر لايعي ماحولة...وسكبت علية ماء بارد فأستعاد وعية وعاد الى النوم

وفي الصباح حدثتة عن ماحدث بالأمس ولكنة استغرب حديثي وضحك وهو يقول....(انها اضغاث احلام)...وتمر الايام واكتشف ان هذي الحالة تعاودة في الشهر مرة او مرتين...حتى بدأ يتغلغل في نفسي شك بأنة على صلة بفتاة أخرى تدعى وسمية...ولكن مشاري اقسم مرارا بانة لايعرف فتاة اسمها وسمية وبانة ليس لدية اي علاقة بأي فتاة اخرى وحتى الان يادكتور لم اعرف سر وسمية هذه...وهل هي حقيقة ام خيال؟ مع ان هذة الكوابيس التي تتراءى لمشاري اصبحت خطرا على شخصيتة

يتبع

Tuesday, November 20, 2007

آخر قرارات رباب


اجازة وراحة للنفس...اليوم اخترت البحر مع الاهل كمكان رايق وحلو وهادي....واحنا مارين حدا المطاعم والا اشوف بوستر شطولة شعرضة لوحدة جنها أنغام لوووووول يوم قربت والا منو رباااااب يحليلها اكشخت وتزقرتت صارت شحلوها وشزينها ردت 1000 سنة ورا
انا طبعاعشاق صوتهاأخذت دون تفكير ووصلت البيت سمعتة مرة ومرتين والا شي عجيب صراحة جم اغنيةشدتني لالحان والكلام والتوزيع وكلة...بس الشي الباايخ اهو اختنا مغنية اغنيتين بالمصري!!حدة موحلو
المهم الاغنية الاولى اخر قراري روووعة وايد ...والثانيةمااوصيك وقبل احبك ليما وصلت لااغنية هنت عندك
اغنية خطيرة وحلوة وايد وانا منسجمة اسمعها واهز براسي وادندن معاها طبعا الاغنية كلاسك وراايق اخر شي المهم والا الاخت فجأة شقحت وماأسمع الا اوووووووووووووووووووه يااااااااماااااااااااااااااااال واووووووووووووووة اووووووووووة يااااامال
الحين شعلاقة اوة يامال بأغنية هاادية تغنيها وحدة لحبيبها اللي خانها!!!طلعت عيوني بفهم مالعلاقة موعارفة اوووة يامال عاد؟شنو حبيبها خاينها مع سمجة!!؟؟وخصوصا اغاني البحر القديمة ماتصلح لمراة تغنيهم...للأمانة هالمقطع خرب حلاوة الاغنية والا كنا ماااشيين حلووو يارباااااب
الالبوم جميل ومنوع واتمنى تسمعونة لانة صج حلو لايطوفكم
وهذي كلمات اغنية هنت عندك
هنت عندك كيف عندي ماتهون :: وأنت من بديت ياعمري الجفا
ماهي معقولة احبك في جنون :: وابقى وافي وأنت ماعندك وفا
صدق إني كنت ماصدق تخون :: لين قلبي جاه منك ماكفى
كنت أحسبك مثل ماصنت بتصون :: واثر قلبك كان يجرح بالخفى
لاتحسب إني معك ببقى حنون :: دام أنا أعرفك عز المعرفة
أرحل وخلني بعد حبك أكون :: وحدي بدنياي لابرد ولادفا
لأجل عينك ياما ضحيت بعيون :: وقلبي منك من جروحة ماشفى
ياما أنا وياك أحسنت الظنون :: والنهاية منك الجرح أنزفة
كلمات : عبدالله بودله
الحان: حمد الخضر

Tuesday, November 6, 2007

فاحِش يعني إيه ؟؟ - الجزء الثاني والأخير



كم أنا مشتاق اليك ياولدي , يامحمد

ادفع عمري كله وأضمك بين ذراعي

يقترب من السور...السور الى نصفة تقريبا

اصوات الصبية تصل الية واضحة

العب...هات...شوت

ياخسارة على تعبنا

آه يامحمد ليتك كنت معهم...أجعلك تلعب قبل أن اضمك الى صدري...وكل ساعة انزل لك في الساحة وأضمك ضمة

أصوات الصبية بدأت تصل الية ضعيفة...نظر اليهم وجد التعب قد أخذ منهم كل ما أخذ

يصوب نظراتة الى ذلك الصبي الأشقر وهو يركض بالكرة تجاه الهدف

إنة يشبه الى حد كبير ابنة محمد نفس الشعر,نفس العمر...نفس الطول

وقف الطفل بعد أن تعب...رفع رأسة الى اعلى حيث يقف..ابتسم الطفل..نفس الابتسامة ونفس الوقفة,بل نفس العينين....محمد....محمد انا جايلك ياأبني

عاد الى غرفتة مسرعا..لبس نعله

مسرعا مر على المطبخ..أخذ صحنا من الحلويات احضرة زميل

انا جايلك يامحمد...ونزل السلم مسرعا

واصبح على باب العمارة والساحة أمامة والطفل لايزال متعبا وواقفا..واسرع نحوة وضمة الى صدره وهو لايعلم ماذا جرى فهو غائب عن الدنيا...اليس ابنة بين يديه؟ مجنون,وتعالت الاصوات حوله

وأمرأه سمينة تهرول: اترك ابني يامجنون

وأصوات كثيرة,رجال ونساء واطفال وحجارة وايدي ناعمة وايدي غليظة تنزل على جسده

الباب يصدر هديرا...القاعة امتلأت بكراسي خشبية...وفي وسط الغرفة طاولة كبيرة جليلة ومن يمين الطاولة زنزانة صغيرة

يقف ثلاثة اشخاص بينهم عبدالمتولي..صرخ الحاجب محكمة...

حكمت المحكمة حضوريا على عبدالمتولي حسين علي بالحبس لمدة ثلاثة أشهر وترحيلة عن البلاد لقيامة بفعل فاحش مع القاصر..اسماعيل

فعل فاحش يعني اية؟؟؟ سأل السجين الثاني الذي معه في الزنزانة...ولم يتمهل حتى يسمع الرد....انا ضممت ابني محمد الى صدري...انا ضممت ابني محمد الى صدري

Thursday, November 1, 2007

فاحِش يعني إيه ؟؟ - الجزء الأول


منطقة خيطان......
بنايات متفرقة...شوارع تكثر بها البرك والمستنقعات من أثر الأمطار...رائحة غريبة تنبعث من تلك البرك...ساحة كبيرة تحولت الى ملعب للصبية الصغار
الضجيج في كل مكان يشد الآذان!!
عمارة صغيرة...تعتبر جديدة نوعا ما... لافتة كتب عليها سكن...في الجهة المقابلة مطعم للجميع...كتبت بخط عريض...كراسي متناثرة في الخارج...القطط أكثر من الزبائن...صاحب المطعم جالس على طاولة...امامة ماكينة النقود بين الفينة والأخرى يحرك رأسة ذات يمين ثم يرجعها ذات الشمال بحركة تكاد تكون اتوماتيكية..
على سطح العمارة الصغيرة تناثرت ((عشش)) للسكن الآدمي...الكهرباء والماء وصلت الى تلك العشش...العشة الواحدة يقطنها اربعة...احدى العشش على الجانب الايمن للسطح يقطنها خمسة اشخاص...على سرير فرش على الارض جلس شاب في مقتبل العمر على جانب خدة الايمن حسنة سوداء داكنة... ينفث الدخان من فمه ببطء هو وحدة في الغرفة..اصحابة في عملهم...أما هو....فعاطل عن العمل...ابن خاله دبر له السكن الحكومي هذا...اعترض اكثر من واحد يومها
هذا استغلال...وصوت آخر : لايصح فهو لايعمل في الحكومة مثلنا .. صوت ثالث:: انة عاطل عن العمل وهذا سكن موظفين .. صوت رابع: ياقاعدين يكيفكم شر الجايين...اراد يومها ان يرد بأنة موعود بعمل هنا والا لما حضر من بلده...ونحن من بلد واحد...والناس للناس...ولكن قريبة اشار علية بالسكوت
هو جالس لوحده...الكبت...الوحدة....الغربة....الفراغ...
اصوات الاطفال تصل الى أذنة....يتذكر
بابا عندما تسافر وترجع تجيب لي لعب كثيرة... صوت احد الاطفال...العب....العب
اذهب يامحمد مع اصدقائك...
ولم تذهب يامحمد .. وامك كانت تنظر لي بإبتسامة خجلة على شفتيها اللتين انتهت صبغتهما..
مد يده الى صدره وكأنة يريد ان يمنع الحنين والشوق داخل صدرة
اتجلب لي لعب كثيرة؟
نعم سوف اجلب لك...بس قوم العب
ياخوية خلية يقعد معانا...الليل داخل... وتبتسم...
لكم اشتاق لك يانبوية
لاأستطيع ان احضر لك الجلابيات كما وعدتك وانا في هذه الحاله
أريد سلامتك...كانت تجيب كلما قلت لها: اتريدين شيئا...أنا خارج
هل هي فعلا تريد سلامتي؟ في رسائلها الثلاث التي وصلت أوصت على ساعة, وأدوات مكياج ومسجل و....و.... ولكنها تحبني وانا احبها...ولاتستغني عني..كثيرا ماقالتها لي...ولكنها معذورة...زوج اختها من زمن في الغربة...واشتري بيتا لأختها وثلاثة فدافين...واربع جاموسات وأحضر لأختها امرأة تقوم على خدمتها..أما انت يانبوية فوعدتك ان تكوني احسن من اختك...والحالة هكذا لاأظن خمسة شهور ولافي جيبة دينار واحد...ولاحتى مائة فلس لاحضار علبة من الدخان
متى تفرج؟لاأظن تفرج يوم جديد...والحالة قديمة...يصحوا متأخرا ...يقتات خبزة واحدة...وكاسة كبيرة من الشاي..تمتد يدة الى ماتحت وسادتة..يخرج علبة الدخان ...يسرح لبعيد
اصوات الاطفال تأتي له واضحة
اعطني الكرة, اعطني الكره لاتتعطل
بابا هل تحضر لي لعبا....والا اقول لك اريد كرة كبيرة...سأحضر لك كل شيء يامحمد..بس أخرج العب مع اصحابك
وابتسامة نبوية لاتفارق شفتيها المصبوغتين بلون الدم..اصوات الصبية واضحة جلية,يميل بجسدة الى امام...ينهض...يقترب من سور السطح...ليشاهد الصبية وهم يمرحون
يتبع