Saturday, December 29, 2007

حالة حب مجنونة - الجزء الثاني


رشقت أمك ردها : صويلح جن..فقد عقله..
فقدت هي ذلك الضوء المشع من حولها.غيوم غيوم..التفتت حولها..تضيق عليها وتحصرها في دائرة لاترى فيها سوى وجهك الذي ورث سواده من وجه امة..عيناك الواسعتان برموشهما الطويلة الملتوية وانفك العريض زشفتاك الغليظتان..ووجه امك امامها مملحا بالتراب والباب مفتوح ينقل خطوات الفضول.. والسؤال.
تقبل انت..هل تصدق عيناها ماترى هو انت صويلح أمامها..دشداشتك مشقوقة حتى أسفل البطن,ورأسك الحاسر مربوط بخرقة حمراء شككت بها الوانا من الريش الدجاج..وذيول الديكة.اخذت تدور وترقص تخترع اصواتا.تبصق في يدك امها كانت تراقبك مذهولة..وامك ماتزال تولول وهي من خلف غيومها الداكنة تراك قردا...او ثورا...او اي شيء إلا صويلح المملوح الذي كان بالامس يدق الباب ويدخل عند فهد حتى صفق الباب في وجهه..
حولك تحلق أولاد الفريج يشدونك..يبصقون عليك يتضاحكون يتصايحون: المجنون ....المجنون
رجال حاولوا الامساك بك لتهدأ...ولتستقر بوقفتك..احدهم شات مؤخرتك صارخا: بس ياصويلح
لكنك لاتبس ولاتهدأ تندفع الى الباب تدخل وتجلس قرب أمك..تمد قدميك المغبرتين...تمط لسانك..تقلد أمك في عويلها وولولتها..وتنزف التراب على شعرك..أمها حاولت مشفقة ان تقترب منك..أن تسمي عليك لكنك رفعت وجهك إليها..جمعت ماء ثغرك وتفلت عليها وضحكت..
وهي ..عائشة تقف أمامك بلا حاجز..تنظرك وأنت في لحظتك الغريبة..تتمنى لو تلتقي نظرتك بنظرتها..لكنك لاتفعل تدور برأسك في كل اتجاة..تحدق بكل الاتجاهات ماعدا عيناها..وقلبها الذي يتقاطر الما واسفا..
هكذا إذن ياصويلح..في ليلة واحدة تغادرك اساسات عقلك..وتصير مجنونا لاتعرفها ويسخر منك الناس؟..((فهد)) أخوها جاء لاهثا..أزاح كوما الاطفال المتربصة عيونهم بك...وثب من عتبة الباب ارتمى منهوكا قربك ياصويلح..حضنك..قبلك..توسل إليك: صويلح...بس...بس..تعال قم معي الى غرفتي
شدك متاقلا قلعت نفسك من الارض..جرك من يدك..استسلمت لة وانت تقفز قفزات قرد شقي..والعلب في صدرك تتراقص وتصدر موسيقى تعزف لخطواتك المتقافزة..صوت أمها الحزين يناشد أمك الباكية: يا أم صويلح..كيف حدث هذا؟؟
لسان أمك الاهث يتبلل ببصاقة وهي تروي:
سمعته يهذي هذيانا متواصلا في الليل..أخذ صوتة يرتفع شيئا فشيئا..فقمت..ظننتة يحلم..فصرخ وانتصب أمامي واقفا يضحك بلا سبب..صرعت أذني ضحكاتة..خفت علية..سميت وتعوذت جئت له بكوب الماء قذفة من يدي
ابتعدت عنة فتهاوى على الارض وصمت قلت في نفسي لقد نام..واقتنعت انة حلم مزعج..
عندما صحوت في الفجر قلت اتفقدة واطمئن عليه لكني لم أجده بحثت عنة فلقيتة في حوش الدجاج وقد نتف ريشها..صرخت فية مؤنبة فهاج مثل الثور في وجهي..خفت وركضت..ركض ورائي كما ترين حتى وصلت الى هنا..لقد فقد عقله...آه ياولدي....ياوحيدي
قالت امها: سأكلم جارنا أبو محمد يأخذه إلى الملجأ
صرخت امك: لا..لا...لا
يابنت الحلال قد يؤذي الناس إذا تركتة هكذا.
بكت أم صويلح وأكدت: لأ...صويلح...حبيب...لا يؤذي احدا...أتركوة فقد يعود له عقلة اليوم...او غدا...الله رحيم..
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم..
رددتها أمها ثلاث مرات قبل ان تلتفت نحو غرفة فهد وكأنها تأمل ان تخرج منها صاحيا معافى..
يــــــــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــع

Tuesday, December 25, 2007

حالة حب مجنونة - الجزء الأول


تصبح وتمسي ولاشيء, غير عينيك ياصويلح تصهلان كجواد ظامئ في بقاعات نهارها, تحدقان فيها بتلك النظره الاخيرة الحمراء..تنغرسان في قلبها.ولحمها.تثوغ النظرة كحد سكين جائع.ينكسر فرحها وكآبه تزرع الذبول على وجهها الاسمر المملوح.تتأوة تأكل حتى منابت الصمت في داخلها..هي تذكر آخر مرة لمحتك فيها..كنت في عنفوان الشباب وكانت تمسك بمكنسة((العرفج)) تكنس الدهليز عندما طرقت الباب ثلاث مرات..لم تفتح لك..ترددت,انتظرت حتى جاءت امها..اشارت بيدها بحركة تفهمها البنات أمثالها..فتوارت خلف الباب.لكنها أطلت على وجهك من خلف الشق وانتفض قلبها..
صوت امها حين لمحتك: أنت؟
أرتعش صوتك: نعم ياخالتي..أريد (فهد) هل هو هنا؟؟
تأتأت أمها قبل ان تجيب : أسمع ياصويلح...
نعم ياخالتي..
رن صوتها بأمر حاد: اذا اردت فهد فقابلة في الخارج..
تلعثمت أنت: ولكني ياخالتي...أنا ..أنا
قاطعتك : أعرف..أنت رفيقة..ومثل أخية...ولكن لاتنسى عندي بنت كبرت والجيران والناس...ودخولك ربما...ربما
صوتك رد هادئا وحزينا: نعم افهم ياخالتي
ورجتك امها: لاتقل لفهد اني طلبت منك هذا...فهد يحبك..ويثق فيك..ولكن انا...
وبكل رنة الحب والتعب سالت كلماتك: امرك..أمرك ياخالتي
وحين أغلقت أمها الباب شعرت وكأنة ينطبق على وجهك, ويصهر فرحك.. ويهرس شفتيك الكبيرتين ويمزق قلبك إربا إربا..حتى لتكاد تراها تتناثر أمامك على التراب وتفوح...أحسست وكأن خطواتك ثقيلة لاتستطيح حملك,أدركت بأنك لم تتحرك رغم أن امها صفقت الباب ودخلت الحوش وهي تبرطم بكلمات سريعة لم تفهمها...بقيت وحدها في الدهليز وقد تورم حزنها في داخلها,ألصقت أذنها على الباب.خيل اليها انها تسمع دقات قلبك المذبوح وتسمع خطواتك الرابضة في التراب شهيقا حارا همس قلبها...تجرأت بعد ان تأكدت ان امها ابتعدت تماما... فتحت الباب..وماخاب الظن رأتك واقفا تتدلى نظرتك, وتنهمر من عينيك دمعات مالحة
حين تصافح وجهكما هتفت باسمها: عائشة..
خجلت ..أرادت ان تغلق الباب..لكن يدك الصلدة حالت دونها..قلت لها: أنا احب بيتكم...لقد تعودت ان اراك..
ارعشها اعترافك اللذيذ..لكن يدها امتدت..حذفت يدك عن قبضة الباب واغلقتة مرغمة..واستندت الية تخشى ان ينفتح ثانية وتلج منة ويضعف قلبها العصفور وكان طعم الحظة مرا..فبكت
كم تعذبت تلك الليلة..تقلبت..أكل جمر الليل الموحش من لحم اجنابها وداس بأظلافة الثقيلة على صدرها فتوجعت..وأنت أنات متواصلة..كانت تدرك انها فقدتك..وفقدت تلك النظرات الحلوة التي كانت تفر من عينيك مثل حمامات صافية تحط بمناقيرها على وجنتيها الحالمتين..فتزرع حبيبات امل وبراعم شوق تنتشي وتكبر
بكت تلك الليلة..عرفت انها كبرت..وانك بأمر من امها لن تدخل..وانك ستلقى فهد في مكان اخر غير البيت حاولت ان تنساك ولكن رائحة وجعك تختلط برائحة الغرفة ورائحة ارتعاشها..ووجهك ظل منتصبا مثل بدر يتحدى غشاوة الليل الداكنة..ظلت الافكار تحرث في ارض عقلها...ترى ماللذي تعانية في وحدتك..هل تتوجع مثلها؟ ام تراك تود اقتلاع قلبك اللذي تعيش فية؟ لاتدري متى نامت..لكنها تعرف متى فزع الصحو في عينيها حين جن الشارع بالصراخ..
صرخت امك تشق صدرها انفلتت مثل كف شريرة وصفعت الابواب..كل الابواب حتى وصلت الى بابهم..فتحت امها..واندفعت امك كالمجنونة بوجهها الاسود المغبر ولسانها الاحمر المتدلي كلسان كلب لاهث...ارتمت على الارض واخذت تنكش تراب الدهليز المبلول وتعفر بة وجهها وامها تحاول ان تفهم : ماذا حدث يا أم صويلح؟؟
يـــــــتــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــــع

Sunday, December 16, 2007

[كل عام وانتم بخير]


كل عام وأنتوا بألف خير....وينعاد عليكم يارب بالصحة والعافية
وحج مبرور للي رايح للحج هالسنة او اهله الله يردهم بالسلامة ويتقبل منا ومنكم صالح الاعمال يارب ويغفر عنا
ونتلقي فيكم على خير بإذن الله بعد عيد الاضحى المبارك
بقصة يديدة:p

Sunday, December 9, 2007

البحث عن وسمية - الجزء الرابع والأخير



همت أفراح بفتح الصندوق...ومشاري ينظر بإستغراب الى مايحدث...وماإن فتح الصندوق حتى وقعت عيناة على اوراق مبعثرة,وصورة قديمة باللون الابيض والاسود لفتاة...

التقط مشاري الصورة...وهو يشعر بالم يعصر قلبة وقال بنبرات حادة: من هذة الفتاة يا والدتي؟

واجابت والدتة وهي تضع يدها على وجهها بكلمات يشوبها البكاء: انها وسمية!

ذهل مشاري من كلمات والدتة المرتجفة التي اكملت حديثها قائلة:انها أختك يا بني...!!

اختي؟...ولماذا لم اسمع بها من قبل؟

يابني كنت احتفظ بهذا السر منذ زمن طويل...ولكن الان لا محالة في ان اعلن كيف اختفت وسمية!!!

وتوقفت ..عن الحديث تلتقط انفاسها بينما افراح مشدوهة لما تسمعة...ثم اكملت حديثها قائلة: في بداية السبعينات...كنت انا ووالدك نعيش حياة هادئة...وكان عمر وسمية انذاك يقارب ثمانية عشر سنة....وحدث ان ثمنت لوالدك ارض على شاطيء البحر...وانهمر علينا المال فجأة....وتبدلت أحوالنا المعيشية....واصبحنا نعيش في بحبوحة....مغلفة ببذخ مغالى فية

وفي تلك السنة سافرنا لاول مرة خارج البلاد...وقضينا فترة الصيف بأكملها في احدى المناطق السياحية التي يؤمها الكثير من الذين افاء الله عليهم....واستمتعنا بسفرة جميلة, واثناء تواجدنا هناك تعرف والدك على شاب لطيف المعشر...حسن السمعة...وابدى الشاب رغبتة بالقدوم الى بلادنا والعمل لدينا كسائق...

وافق والدك رغم انني رفضت ان يعمل رجل غريب في منزلنا ولم يصغ والدك رحمة الله لنصائحي..وقدم الشاب بعد ذلك وعمل لدينا..وابتعد والدك عن المنزل كثيرا وانشغل بتجارته...وكذلك ارتبطت انا بعلاقات اجتماعية لم تنفك عراها مع الكثير من العائلات الصديقة...وفي غيابي وغياب والدك استلطف السائق ابنتنا وسمية التي لم تكن تعي امور الحياة شيئا...ووقعت بين براثنة...فأقتنص منها اعز ماتملك وما ان هددته حتى وعدها بالزواج وهرب خارج البلاد...

وفي احد الايام كادت ان تعلن الفضيحة عندما تحرك الجنين في احشائها وما ان علمت حتى كدت اموت حسرة وحزنا..

وعلم والدك بالامر واصبح يتخبط لايعرف ماذا يفعل,وابتعد عن المنزل ليوم كامل وفي ليلة اخرى جاء والدك وعمك الذي كان يتلفظ بالفاظ نابية...وتشاور الاثنان...لإخماد الفضيحة....وبعد فترة توجها الى غرفة وسمية التي كانت تندب حظها واخذاها بالقوة وكان صراخها يشق الليل....وكنت انت تنام في حضنها...ومنذ ذلك اليوم لم تعد وسمية الى المنزل..

وما ان انتهت العجوز حديثها حتى انسحب مشاري من الغرفة وكأنة يقول ((انتهى الامر يا افراح))... بينما تشبثت افراح بصورة وسمية وهي تردد....لتكن الضحية امرأة...لتكن الضحية امرأة!!

أنتهت القصة.....

Monday, December 3, 2007

البحث عن وسمية -الجزء الثالث


خرجت أفراح وهي تغوص في بحر الغموض باحثة عن سراب من الامل..وكأن سر وسمية يبدو أكثر خيالا من تلك الافلام التي نشاهدها في السينما... وايقنت بأنة لاأمل في الشفاء طالما فشل الدكتور في معرفة اللغز...ولكن لايأس مع الحياة..عندما اخبرت مشاري بحديث الدكتور ضحك وقال: الم اقل لك ان الاطباء النفسيين...يعانون من مصاعب نفسية ايضا؟؟...
استهجان مشاري بفكرة البحث عن وسمية...لم تكن عائقا في السير نحو مسيرة البحث...ولكن لابد ان تحاول مرة اخرى في اقناع مشاري..الذي لم يبخل بعد اصرارها على ان يتوجة معها في احد الايام الى منزل اخية الاكبر عبدالرزاق حيث تسكن والدتة...
وضعت افراح يدها على قلبها خوفا من الاتجد اجابة من والدتة...وخاصة عبدالرزاق امتعض عندما سألة مشاري عن فتاة تدعى وسمية قائلا: اية وسمية هذه؟؟....لااعرف احد بهذا الاسم...
كان لابد ان يعرج على والدتة التي ترقد على فراش المرض...واختلى مشاري وافراح بها...وكان سؤالة بنبراتة الهادئة...كطلقات الرصاص في صدرها الواهن
اعاد مشاري سؤالة مرة اخرى...وافراح تلتصق به خائفة: من هي وسمية ياوالدتي؟
ارتجفت العجوز وهي تنظر نحوه بإستغراب....وقالت بكلمات مترددة: وسمية...يالهي كيف اهتديت الى هذا الاسم!!
لابد ان اعرف من هي وسمية؟\والتفتت والدتة نحو اليمين وهي تخاطبة بكلمات حادة: لااعرف احدا بهذا الاسم
واقتربت افراح منها قائلة: ياخالتي..مشاري يعاني من احلام مزعجة تتراءى لة فيها فتاة تدعى وسمية بربك اخبرينا من هذه الفتاة..؟
وهدأت المرأة العجوز...ثم نظرت نحو مشاري وقالت: سبحان الله يا بني..لقد كان عمرك يقارب الخمسة اعوام عندما اختفت وسمية!!
ومن هي وسمية هذة؟؟؟
توقفت المرأة العجوز عن الحديث مرة اخرى...وبعد برهه خاطبت افراح قائلة: ياافراح اذهبي لتلك الخزانة...هناك صندوق صغير قديم فثي الرف العلوي احضرية لي...
واسرعت افراح الى الخزانة تقبع بزاوية الغرفة...والتقطت صندوقا حديديا صغيرا...ملفوفا بقطعة قماش قديمة..مهترئة...وجلبتة الى والدة مشاري وما ان وضعتة على السرير بجانبها حتى قالت: افتحي الصندوق يا أبنتي..
يـــــــــــــــــتــــــــــــــــبـــــــــــــــــــع الى الجزء الاخير بإذن الله الاسبوع المقبل

Saturday, November 24, 2007

البحث عن وسمية - الجزء الثاني


عندما انتهت افراح من حديثها ..كان الدكتور وهبي يسجل ملاحظاتة على ورقة قصيرة كانت امامة...رفع رأسة الى اعلى وكأنة ذهب في لجة تساؤلاتة بينما افراح تنتظر جوابا شافيا...وبعد لحظات نطق الدكتور وهبي قائلا: ياافراح من الصعوبة ان اعرف سر معاناة زوجك بدون ان اقابلة شخصيا...
ولكن زوجي يرفض الحظور الى العيادة...كما اخبرتك من قبل...
رفع رأسة فقال : هل بإمكاني ان اقابلة في المنزل..ان هذة المشكلة تحتاج مني انا اقابل المريض في جو هادي يرتاح له المريض نفسيا...
-يادكتور سأحاول اقناعة بهذة المقابلة وسأحدد الموعد غدا
وفي اليوم التالي اتصلت افراح لتبلغ الدكتور وهبي بالموعد المحدد للمقابلة بعد ان وافق مشاري بصعوبة..
حضر الدكتور الى الشقة وكان سعيدا عندما وجد مشاري بإستقبالة وكان يضع الغترة على كتفة وبعد ان حياه قال: ارجو يادكتور ان لاتكون افراح قد ابلغتك بأني مجنون فعلا...
وضحك الدكتور وهو يتكيء على الاريكة ثم قال: لا...عفوا... اخبرتني عن تلك الكوابيس التي تزعجك ليلا...استغرب الدكتور تصرفات مشاري..فهو يبدو طبيعيا ...ولكن قد يعاني من نوع الالم الداخلي...لابد ان يستمر الحديث معة للتوغل في عقلة الباطن... وفي ذلك المساء تحدث مشاري والدكتور احادي كثيرة..وكان التركيز على مرحلة الطفولة...والمراهقة...ويئس الدكتور عندما فشل في معرفة سر وسمية فليس في عائلة مشاري اية فتاة بهذا الاسم...واخيرا خرج خالي الوفاض وطلب من افراح ان تمهله فرصة وان تعود لمراجعتة وسيخبرها عن تشخيصة لحالة زوجها
لم تتمكن افراح من الانتظار طويلا...فذهبت بعد يومين..جلست امام الدكتور وهبي للمرة الثانية ..الذي طال صمتة وهو يتصفح عدة اوراق كتبت بخط يدة ثم قال: اسف ياسيدتي..لم اتمكن من اكتشاف السر في حالة زوجك النفسية ولكن العلاج بيدك انت...
انا؟؟كيف؟؟
نعم بيدك فأنت الدكتور الذي سيتمكن من معالجتة بسهولة ويسر...
قد تكون المهمة صعبة جدا ولكن يجب عليك القيام بها بلا كلل؟
انني على استعداد..ولكن ماهي المهمة؟
ابحثي عن وسمية....؟
بعد حديثي مع مشاري اكتشفت ان في حياتة فتاة تدعى وسمية ..وقد يكون التقى بها في مرحلة الطفولة او المراهقة
مهمة مستحيلة يادكتور...فكيف اعود لسنوات سابقة طالما ان مشاري اقسم بأنة لم يعرف فتاة بهذا الاسم
الحل بيدك ياافراح....عليك التحدث مع والدة او والدته
والدة متوفي ووالدتة امرأة كبيرة في السن...وقد لاتذكر ماحدث بالامس...
الحل بيدك ابحثي عن وسمية...
يتبع

Wednesday, November 21, 2007

البحث عن وسمية - الجزء الأول





كان الدكتور وهبي فرحات يهم بالتقاط سماعة الهاتف عندما سمع طرقا خفيفا على باب مكتبة, توقف عن اجراء المكالمة وقال كلمتة المتعادة

تفضل

وماان انفتح الباب بهدوء حتى دخلت فتاة في مقتبل العمر, جميلة المظهر, حسنة الهندام, القت التحية بأدب متناه رغم ارتباكها بعض الشيء وبعد ان طلب منها الجلوس,جلست بمواجتة فسارعها بقولة: خير ان شاء الله ياأبنتي؟

رفعت الفتاة رأسها واجابت بصوت هو أشبة الى الهمس: اسفة يادكتور....صراحة انها المرة الاولى لي التي ادخل فيها عيادة الطب النفسي

ولماذا الإحراج يا ابنتي....بإمكانك ان تتكلمي عن مشكلتك بحرية فأنت امام دكتور مختص...ونحن في غرفة مغلقة...والمهنة لها اسرار فصمتت الفتاة .. والدكتور وهبي يتسائل...هل هذه الفتاة الجميلة مريضة حقا؟؟ ليش هناك دلائل على ذلك ...

قالت الفتاة ذات الاربعة والعشرون ربيعا:اسمي افراح ولكني لست المريضة يادكتور

استغرب الدكتور اجابتها...قائلا بتعجب : لست مريضة؟ اذا لماذا جئت الى هذة العيادة في هذا الصباح الباكر طالما انت لاتعانين من ايه مشكلة نفسية؟

الحقيقة يادكتور زوجي هو المريض...وهو يماثلني بالسن...ولكنه يرفض رفضا باتا ان يراجع هذة العيادة...لهذا جئت لإستشارتك

زوجي يدعى مشاري خليفة...يعمل مصورا في التلفزيون... لقد تعرفت علية منذ أكثر من عام وتم زواجنا ونعيش حياة سعيدة والحمدلله ولكن هناك مشكلة تكاد تقصف بحياتنا نحن الاثنين

وماكان من الدكتور الا ان قاطعها: ولكن ياافراح هناك الكثير من الصعوبات التي تواجة المتزوجين حديثا

اعرف ولكن مشكلة زوجي...غريبة بعض الشيء ولم اتمكن من التغلب عليها حتى الان وتثير الرعب في احيانا؟

وماوجة الغرابة في هذة المشكلة؟

بعد زواجنا بشهر على مااذكر..افقت من نومي ليلا على صوت ضوضاء في الشقة التي اسكنها...وتفقدت مشاري الذي كان من المفترض ان يكون نائما بجانبي..ولم اعثر علية في الفراش...واستغربت الامر واعتراني الخوف وخرجت من الغرفة نحو الصالة وانا اسمع بكاء وعويلا...هالني مارايت

تملكني الخوف وانا ارى زوجي مشاري يجلس بالصالة على ركبتية وهو يبكي ويردد..وسمية...وسمية...اقتربت منة قليلا وهدأت من روعة وانا اقول...من هذه وسمية يامشاري؟....واكتشفت بأن مشاري كان في عالم آخر لايعي ماحولة...وسكبت علية ماء بارد فأستعاد وعية وعاد الى النوم

وفي الصباح حدثتة عن ماحدث بالأمس ولكنة استغرب حديثي وضحك وهو يقول....(انها اضغاث احلام)...وتمر الايام واكتشف ان هذي الحالة تعاودة في الشهر مرة او مرتين...حتى بدأ يتغلغل في نفسي شك بأنة على صلة بفتاة أخرى تدعى وسمية...ولكن مشاري اقسم مرارا بانة لايعرف فتاة اسمها وسمية وبانة ليس لدية اي علاقة بأي فتاة اخرى وحتى الان يادكتور لم اعرف سر وسمية هذه...وهل هي حقيقة ام خيال؟ مع ان هذة الكوابيس التي تتراءى لمشاري اصبحت خطرا على شخصيتة

يتبع