Friday, July 20, 2007

الحلم - الجزء الثاني

عطوان يضرب الأرض بمعوله, وهو يبذل المزيد من الجهد في عمله, وهو يأمل ان تطل من النافذه سيدة المنزل لتراه وتبصر به وتتأكد من قوته وفتوته..

مازال الأمل يداعب مخيلتة وهو يحس بأنها تراقبه وتتطلع اليه..

((روح الله يسترها معاك يابوبدر))

لن انساك اذا حصل المطلوب.. وقبل من ابي بدر اقتراحه بأن ينظف الحديقة من الاعشاب والحشائش, ولعلها تكون فرصه لتراة ويراها, وتتأكد من قوته ويكون ذلك هو البرهان القاطع..واخذ يهوى بالمعول على الارض واخذ ينظر الى السيارة الانيقة الواقفة امام الباب, وخلبه منظرها..واخذ يسرح بفكرة في مدى أرحب وابعد من الخيال .. رأى نفسة امامها وهي تقول: عطوان حبيبي...اترك لي هذة السيارة واخرج بالسيارة الاخرى..

_لاياحبيبتي انا خارج لزيارة اهلي ولابد لي من البورش حتى يعرفوا التغيير الذي طرأ على حياتي.. وأطلق ضحكتة المميزة , وامتطى صهوة السيارة التي أراد, وما ان وصل حتى تم استقباله بالزغاريد وشعر بدفء حضن امة وسمع نشيج ابية المقعد اللذي قال: ولدي عطوان صار لك شهر لم تزرنا ولم نرك هل هذا جزاؤنا ياعطوان؟

واخرج عطوان مائة دينار من جيبة ودسها في يد والده.

كنا نظن انك ستأخذنا معك ياولدي الى بيتك الجديد لنقيم معك..

أخرج عطوان مبلغا اخر من جيبة ودسة في يد والدتة وقال: كل شيء في وقتة حلوو ياأماه..والصبر جميل..

آه لو تدرك امه كيف يخطط ويرسم للمستقبل..خطوة خطوة ويتحقق الحلم الكبير..ان زوجتة الغنية تهيم به عشقا وحبا وتزداد تعلقا به يوما بعد يوم وهي لاترفض له طلبا..زلكن يجب ان تتم الامور خطوة خطوة..

_____________________________________________________

أحب اعتذر من زوار المدونة عن تأخري بالاجزاء بسبب ظروف صحية ومو تشويق:) وسعيدة جدا بتعليقاتكم

واوعدكم الجزء الاخير بنزلة باجر...

Wednesday, July 11, 2007

الحلم - الجزء الأول



من نافذة في الطابق الثاني من الفيلا, كانت سيدة تترامى ابصارها متطلعة بترقب بإتجاه الحديقة,تتفحص كل شيء, الحديقة عامرة بشتى النباتات والزهور والاشجار كأنها جنة الله في الأرض, والسيدة التي كانت تتطلع من وراء زجاج النافذة جاوزت العقد الثالث من عمرها تكسبها سمة من الوسامة ملامح جمال مميز, تميل الى السمنة فتكسبها عمرآ فوق ماعاشتة من السنين..

وبعد ان جالت ببصرها في كل إتجاه, تمسح المواقع كلها مسحا, انتهت الى زاوية معينة حيث كان رجل يقف هناك..لايرتدي سوى البنطلون, اما نصفة العلوي فتركه لتسلط اشعة الشمس, حماية لقميص من ان يتسخ بفعل العرق تاذي ينضحة جسمة بسبب حرارة الشمس والعمل الذي يؤديه في عزق الارض بالمعول.. كانت تراه من بعيد كتلة نشاط لكنها لم تكن لتلاحظ بعض التفاصيل الدقيقة في تقاطيع جسمة ولاتلك العروق النافرة من ساعديه ورقبتة والتي تجعل عضلاتة مفتولة بتناسق كبير..كان يعمل بجد وهمه دليلا على رضاه وقناعته واستغراقه في التمتع بلذه العمل , وفجأة توارت السيدة من خلف النافذة ودلفت الى داخل المنزل ولم تعد تظهر لمن كان يتطلع اليها من الشارع..

وكان اللذي يعمل في الحديقة يشعر انه موضع مراقبة سرية من شخص لايلمحة ولايراه, وحين تطلع صوب النافذة, لم يجد احدا يمكن ان يكون له بالمرصاد وشعر بغصة في حلقة..

كان عطوان يقدم الشاي للسيد ناصر حين فاجأه الاخير بقولة: عطوان..أنت ابن حلال, وفراش قديم في هذة المدرسة. وأمين, وسوف اقدم لك خدمة العمر.!!

فتح عطوان عينية على سعتهما..وهو يسمع كلام ناصر,المدرس في هذة المدرسة التي يعمل بها عطوان وقال له: بشر يابوبدر..انت كلك خير

رد علية قائلا: عندي قريبة غنية جدا, وهي عانس تريد الزواج من رجل على ((قد حالة))..لم يفهم ماتعنية كلمة "عانس" ولكنة تجاوز رغبة في السؤال عن معناها, لكنة فهم ماتعنية كلمة ان يكون امينا..

انا أمين ياعمي ووفي وأصون العيش والملح, ولكني فراش ياعمي, واخاف ان لاتقبل بي..

:فراش..حارس..عامل...هي تريد ابن الحلال

:انا ابن حلال ووفي وأصون العيش والملح

وضحك ابو بدر , وامتدت ضحكتة الى قهقهة دوت في غرفة المدرسين وقال: اسمع ياعطوان هي تريد الرجل الذي يتزوجها ان يكون قويا ويعمل بهمة ونشاط..

:انا اعمل بهمة ونشاط..((لهلوبة))في الشغل

:ولكن من اين تعرف قريبتي انك قوي؟

:انت قل لها واخبرها ياعمي.

:القول ليس كافيا..والبرهان مطلوب وضروري

:وكيف العمل؟ مالحل ياعمي؟

:الحل عندي فأطمئن ياعطوان..

يتبع

Monday, July 9, 2007

و أمي تسألني دائما...متى يطل علينا ((الشيخ الصغير)) وأضحك في سري...هل يستطيع الميت أن يزرع طفلا؟؟
ومرض الشيخ..

ونقل الى المستشفى وانتقلت الى بيت والدي. لم أكن أنام في الليل البارد الطويل.. كانت آهات حمده توقظ ((الجرابيع)) من جحورها القريبة من منزلنا

وبكاء ((حمود)) ثمرة حب مطلق وحمدة تقلقني.. ويظل بكاؤه مستمرا ((فحمدة)) في عالم آخر..

والشيخ طال مرضه... وطال انتظاري في بيت والدي..وحمدة لاتبكي على والدها فقد أنساها حب مطلق..حب والدها.. وطال الانتظار, ولابد لي من عمل.. وأصبح لي عمل...جائتني حمدة في ليله مقمرة والحناء يلمع على يديها والثوب ((البريسم)) الأحمر...ولبانها يحدث صوتا غريبا في فمها..وفي يدها ((حمود)) ...حمود لاينام...وأخاف أن يزعج والده...أتركيه ينام جانبك...تشغلين بة وقت فراغك..وضحكت ((حمدة)) ضحكة لها مغزى...

حمود لاينام وانا اريد ان انام..وحمدة لاتنام وضحكتها لاتنام..وانا اريد ان انام...اريد أن انام...

وتناولت مخدتي ووضعتها على وجه حمود...فنام الى الابد.... ونمت أنا..

انا لست قاتلة..لست قاتلة...

Wednesday, July 4, 2007

البديلة - الجزء الأول



الزمان : سنتان بعد ((الردة)).. المكان : نقطة في الخريطة العربية

لست قاتلة...!! القاتل شقيقي ((مطلق)) وزوجتة ((حمدة)) كيف تضعونني في فوهه البركان وتطلبون مني الصمت ؟ انني متأكدة

انا لست قاتلة..انا ضحية والضحية لاتقتل بل تدافع عن نفسها انا ضحية العادات المقيتة..

لا أعلم كيف ابدأ قصتي... سيارات كثيرة تثير الغبار على امتداد الشارع الرملي ..وهناك في عشة بين عشيش ((الشدادية)) أدخلوني والزغاريد سياط تلسعني..

((ومباركين عرس الاثنين..ليلة ربيع وعينة قمر))

نحفر اخاديد عميقة في أعماق نفسي ..فلا عرسي مبارك ..ولاهذة الليلة ربيع...!!!

بل ليلة جحيم, ليلة من ليالي الصيف الاهبة المشحونة بالغبار, اللهم صل وسلم عليك ياحبيب الله محمد...وخطوات الرجال تقترب , والنسوة حولي يتضاحكن ويتغامزن..جاء العريس..استعدي ياعروسة..جاء شيخ القبيلة..وأخيرا جاء من كنت أسمية فيما مضى ((عمي)) احتراما لسنة.. وموقعة في القبيلة..جلس بالقرب مني, نزع العقال والغترة..((الطاقية)) تخفي الشعيرات البيضاء المتبقية..أنا لولا حبك..لما أعطيت أبنتي ((حمدة)) لشقيقك ((مطلق)) كصة بكصة...والسبة حبك.. وكشر عن هياكل أسنان نخر السوس أكثرها..مد يده الى خدي.. وربت علية..ابتسم..سعل سعلة ثقيلة..ثم بصق على جدار العشة واستلقى على السرير والتفت الي:لا بد أن توجهي راسك الى "القبلة" وقت النوم فلو حدث أن توفاك الله وأنت نائمة فأنك تكونين متوجهه الى القبلة التي ارتضاها لنا الله..

وغط في نوم عميق...

وأنتهت ليلة الدخلة, تلك الليلة التي تنتظرها الفتاة بخوف وشغف وهي تترقبها لتعرف اسرارها ولم تعرف الا تلك الحكمة التي علمتني توجيه رأسي الى القبلة..وأنا أتحرق على القبلة..

بعد مرور أسبوع من زواجي .. ذهبت الى بيت اهلي لحضور حفل زواج شقيقي مطلق .. والنساء الاتي يطرزهن الوشم الأخضر)) يفسحن الطريق أمامي.. هذة زوجة شيخ القبيلة((فليح)).. وتردد نفسي المعذبةزواج مع وقف التنفيذ)) ويزفون حمدة الى مطلق, وحمدة في تلك الليلة كل شي يضحك فيهاو وبعد أن ذهب المدعوون كنا في حوش المنزل نسمع ضحكات حمدة..وأمي فرحة بفرحة مطلق..وأبي لاتسعة السعادة, لأن ولده تزوج ابنة شيخ القبيلة.. مر على زواجي من فليح آسفة شيخ القبيلة سنتان...لا أعرف من الزواج الا الطبخ لأنباء عمومته..ورواد ديوانيته الذين يتكاثرون كالنمل, وغسل عباءته التي ترمز الى مكانة ومرتبة لا تنفع لأن الشرطة تطارد يوميا سكان العشيش بعد ان قررت الحكومة التخلص من عشيش الشدادية, وهو لايفعل شيئا لنفسة ولا لهم..عباءة لاتنفع..

يتبع

القصة للكاتب جاسم الشمري

Monday, July 2, 2007

و أثمرت البذور- الجزء الثالث والأخير



نهض أحمد ودنا من الاستاذ عبدالرؤوف: استاذ عبدالرؤوف ... هل تعرفني؟

نظر الاستاذ عبدالرؤوف نظرة تحمل عدم الاهتمام في طياتها وقال: مش واخد بالي..

أخذة احمد من يده واجلسة على مقعده وهو يرى خطول الزمن في شعره وعلى خدية: استاذ عبدالرؤوف انا احمد محمد...طالب كنت تدرسني في ثانوية...

وأخذ احمد يحكي له عن ذكرياته وصفة واصحابه ووكيل المدرسة والاستاذ بدر مشرف الجناح.. واخذ وجه الاستاذ عبدالرؤوف يتجهم تارة وتنفرج اساريره تارة اخرى وهو يحاول جاهدا ان يستذكر الزمن والايام التي مضت دون فائدة..حتى تكلم احمد عن اطرائة له عندما زارهم الموجه الاول, وهنا فقط تذكر الاستاذ عبدالرؤوف الفصل وتلامذتة كأنة يراهم..بل انه يذكر اين كان يجلس احمد..

وفجأة قال الاستاذ عبدالرؤوف: لقد تذكرتك انت احمد الواد الخايب..!!! اراد المسؤول صديق احمد التدخل فأسكتة احمد بإيمائة منة وهنا قال الاستاذ عبدالرؤوف :الا انت بتشتغل فين ياأحمد؟ قال أحمد بفخر: انني مدير ادارة في وزارة..وفجأة انفجر الاستاذ عبدالرؤوف بضحكة هزت المكان هزا, وقال من خلال ضحكاتة التي ارجعتة الى ايام الشباب : اسمعوا الواد الخايب بيقول اية؟ مدير ادارة مرة وحدة؟؟ ياشيخ قول كلام غيرة!!!

واستطرد احمد: ومهندس ايضا..

مهندس كمان؟...ياواد دنا مربيك على ايديه واعرف كدبك كله..اكدب على غيري..

فأخرج احمد بطاقتة الوظيفية..وعندها فقط ظهر ان الاستاذ عبدالرؤوف اخذ يصدق الحكاية...واخذ يضحك ضحكات هستريه .. ضحكات فرح مختلطة بعدم التصديق, وهو لايفتأ يردد: والله ونفعت العيال الخايبة ياعبدالرؤوف.. ولم يمهله احمد..فقال له وهو يضع يده وراء ظهر استاذه حبا وتقديرا..:كلنا نفعنا ياأستاذي..محمد اصبح دكتورا,يعقوب اصبح مهندسا, واسماعيل يعمل في النفط, وعبداللطيف محاميا..

واخذت الدموع تترقرق في عين الاستاذ عبدالرؤوف وهو يهذي: والله وعرفت تربي ياعبدالرؤوف..الله يرحمك ياوالدي..الله يارحمك ياأمي, قلتولي مرة انك سوف تسعد في هذة المهنة..

واستطرد يكمل ودموع تلتمع في عينية: الحمدلله..ان سعادة العالم لو اجتمعت لن تضاهي سعادتي هذا اليوم بأن ارى ابنائي نجحوا, والبذر الذي بذرتة تفتح واصبح يانعا..

وهنا قال احمد: استاذي سوف تذهب معي للغداء في بيتي...لان الشله القديمة..آسف اقصد تلاميذك سيكونون هناك..

ولم يرد عبدالرؤوف لانة كان يمسح دموع الفرح, بل اجاب بهزة من رأسة دليل الموافقة.

ونهض مع احمد ثم دنا من المسؤول صديق احمد وقال له: سيدي .. لاأريد مكافأة انهاء الخدمة..فقد اخذتها من فم احمد..وماوصل اليه هو وزملاؤة..

وضحك ضحكة قصيرة وقال للمسؤول: مش عايز المكافأة .. اشبع بيها..

وخرج عبدالرؤوف مع تلميذة احمد وراح في الزحام...