Tuesday, September 11, 2007

هو والعكاز - الجزء الثالث


في الداخل بدلت ثيابي سبقتة الى السرير في صمت وكأني اريد أهييء او اعاقب...في لحظة وحدة..كانت المفاجأة انة لم يلتفت الي ما هيأت والا الى الصمت...لقد دخل الغرفة يحمل الصندوق .. فتحة اخرج من باطنة المثوى البلاستيكي, ثم سحب العصا من التجويف, فإذا هي في غلالتها الحريرية, باهرة,مضيئة كالحسناء ليلة زفافها.. اخرجها من قميصها الحريري حتى استوت متجردة
لم أملك الا الاعجاب بها لكني كنت مغتاظة , ابحث عن نهاية لهذا الشغف العجيب..فلا أجد.. اما احمد فإنة بعد التقليب والنظر فاجأني بإن قبلها ووضعها الى جانبة واستسلم الى النوم!! لااعرف متى نمت ولاكيف نمت فقد كنت في حالة استفزازية لدرجة انني فكرت في تحطيم العصا وإلقائها من النافذة او اشعال النار فيها, لولا مايمكن ان يجرة هذا التصرف الانفعالي من مشاكل
فقلت في نفسي: انها مجرد عصا ماذا يمكن ان يفعل بها؟ انة زوجي واعرفة مثل الطفل يبكي حتى يحصل على اللعبة التي يريدها ثم يكون اول من يكسرها ويلقي بها بعيدا..لعل هذا التصور هو اللذي هدأ من قلقي..وجعلني قادرة على الاستسلام للنوم
في الصباح لم اجد احمد,لافي سريرة ولافي الحديقة يسقي الزهور كالعادة ولافي جراج السيارة...كان قد خرج, وكانت العصا غير موجودة..لقد اخذها معه الى العمل لم يرجع احمد في وقتة المعتاد للغداء بعد ساعتين من موعدة دخل متهللآ: اشياء كثيرة ماندري عنهاوحتى نحتاجها..بألم وثورة مكبوتة قلت: خير ان شاءالله...
تصوري تصوري ..يافاطمة..هل خطر لك إن في ديرتنا هذة طبيبا مختصا بشؤون العصي والعكاكيز؟!! قلت ساخرة: ياسلااام ومالمناسبة ان شاء الله
المناسبة! وهل هناك مناسبة اهم من هذة الابنوسية الماليزية المليحة؟! ولحقت تبحث لها عن طبيب
طبعا..قالها بكل ثقة..سندي في الحياة كيف لاأطمئن عليها؟
قلت بغضب أشبع منها..
ضحك ضحك هستريا وقال: اول مرة اشوف حرمة تغار من عصا..هذة المملوحة احد يغار منها!
كان يحتضنها بين يدية, العروس المعقوفة تلامس شفتية, تستقر قاعدتها بين قدمية,ولونها العسلي ينعكس مع طبقات الضوء على دشداشتة البيضاء, فيجعلها مهرجانها من الالوان
في اليوم التالي دخل كئيبا..قلت في نفسي: اذا كانت كآبتة بسبب العصا فيافرحة قلبي...
وفعلا قال بحزن: وجدت فيها شرخا..لابد ان احدا في العمل حقد عليها..فضربها او جرحها بيدية..او بأي شي ماكان فيها اي عيب حين اخذتها
قلت ساخرة: وماذا عن طبيب القلوب الجريحة؟
اقصد طبيب العكاكيز؟
الدكتور قال ان ها النوع من الابنوس شديد الحساسية كأنة انسان لة شعور نفسي ويحس بالقريبين منة..
قلت متهكمة: بشرى خير, اشوف العصا اعلنت عليك العصيان المدني من اول يوم!!
يتبع

Monday, September 10, 2007

هو والعكاز - الجزء الثاني

أدخلت العصا في الجراب الحريري المصنع على شكلها ثم استقرت مثل العروس (باربي) في مثوى من البلاستيك صنع مقاسها ثم ادخل هذا في صندوق من الورق المقوى
حين ركبنا سيارتنا عائدين, لزم احمد الصمت كنت اريد إثارتة لأتخلص من شحنة الانفعال التي تعتصر روحي وتشعل النار في قلبي لم يعطني الفرصة
انفجرت: كان ضروريا ان نخرج بيدنا شيء؟ وكأننا نذهب لنتسول وليس لنسلم على الوالد؟
قال بغير اكتراث: نتسول؟ هذا اغرب شيء..منذ متى الفتاة تتسول من ابيها؟ او زوج البنت يتسول من عمة؟عيب عيب يا فاطمة هالكلام
وماهو عيب تاخذ من والدي هدية لم يعرضها عليك؟
لا ماهو عيب , ولو كان والدك عندي وتطلع الى اي شي واخذة علية بالبركة هذا طبيعي بين الاهل لاتكبريها وهي صغيرة..

كانت العصا في صندوقها مستلقية على الكرسي الخلفي, وكان احمد يرمقها بشغف من خلال المرآه العاكسة في سقف السيارة ربما بدرجة اشعرتني بالغيرة..

حين وصلنا بيتنا نزل, وفتح باب السيارة الخلفي, وحمل الصندوق وكأنة يحمل عروسا ليلة دخلتها..بريق الفرح والشغف يتفجر في عينية الحنان كلة في ذراعية وهما تحيطان بها حتى قلت في نفسيكماذا يظنها؟؟ وهل ستظل تشغل في اهتمامة هذة المساحة الكبيرة؟